أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
|
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
|
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
|
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
|
لنبكي حَظَّ موتانا
|
***
|
أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ
|
وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ
|
فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا
|
لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم
|
سوى أشْبَاح مَوْتَانا
|
***
|
أخي ! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ
|
ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ
|
فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا
|
ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا
|
سوى أجْيَاف مَوْتَانا
|
***
|
أخي ! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا
|
وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا
|
فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا
|
بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل
|
نواري فيه مَوْتَانَا
|
***
|
أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ
|
إذا نِمْنَا ، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ
|
لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا
|
فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر
|
نُوَارِي فيه أَحَيَانَا |