زار الخيال بأيمن الزوراء |
فجلا سناه غياهب الظلماء |
وسرى مع النسمات يسحب ذيله |
فأتت تنم بعنبر وكباء |
هذا وما شيء ألذ من المنى |
إلا زيارته مع الإغفاء |
بتنا خيالين التحفنا بالضنى |
والسقم ما نخشى من الرقباء |
حتى أفاق الصبح من غمراته |
وتجاذبت أيدي النسيم ردائي |
يا سائلي عن سر من أحببته |
السر عندي ميت الإحياء |
تالله لا أشكو الصبابة والهوى |
لسوى الأحبة إذ أموت بدائي |
يا زين قلبي لست أبرح عانيا |
أرضى بسقمي في الهوى وعنائي |
أبكي وما غير النجيع مدامع |
أذكي ولا ضرم سوى أحشائي |
با لله يا نفس الحمى رفقا بمن |
أغريته بتنفس الصعداء |
عجبا له يندى على كبدي وقد |
أذكى بقلبي جمرة البرحاء |
يا ساكني البطحاء أي إبانة |
لي عندكم يا ساكني البطحاء |
أترى النوى يوما تخيب قداحها |
ويفوز قدحي منكم بلقاء |
في حيكم قمر فؤادي افقه |
تفديه نفسي من قريب نائي |
لم تنسني الأيام يوم وداعه |
والركب قد أوفى على الزوراء |
ابكي ويبسم والمحاسن تجتلى |
فعلقت بين تبسم وبكاء |
يا نظرة جاذبتها أيدي النوى |
حتى استهلت أدمعي بدماء |
من لي بثانية تنادي بالأسى |
قدك اتئد أسرفت في الغلواء |
ولرب ليل بالوصال قطعته |
أجلو دجاه بأوجه الندماء |
أنسيت فيه القلب عادة حلمه |
وحثثت فيه أكؤس السراء |
وجريت في طلق التصابي جامحا |
لا أنثني لمقادة النصحاء |
أطوي شبابي للمشيب مراحلا |
برواحل الإصباح والإمساء |
يا ليت شعري هل أرى أطوي إلى |
قبر الرسول صحائف البيداء |
فتطيب في تلك الربوع مدائحي |
ويطول في ذاك المقام ثوائي |
حيث النبوة نورها متألق |
كالشمس تزهى في سنا وسناء |
حيث الرسالة في ثنية قدسها |
رفعت لهدي الخلق خير لواء |
حيث الضريح ضريح أكرم مرسل |
فخر الوجود وشافع الشفعاء |
المصطفى والمرتضى والمجتبى |
والمنتقى من عنصر العلياء |
خير البرية مجتباها ذخرها |
ظل الإله الوارف الأفياء |
تاج الرسالة ختمها وقوامها |
وعمادها السامي على النظراء |
لولاه للأفلاك ما لاحت بها |
شهب تنير دياجي الظلماء |
ذو المعجزات الغر والآي الألى |
أكبرن عن عد وعن إحصاء |
وكفاك رد الشمس بعد مغيبها |
وكفاك ما قد جاء في الإسراء |
والبدر شق له وكم من آية |
كأنامل جاءت بنبع الماء |
وبليلة الميلا كم من رحمة |
نشر الإله بها ومن نعماء |
قد بشر الرسل الكرام ببعثه |
وتقدم الكهان بالانباء |
أكرم بها بشرى على قدم سرت |
في الكون كالأرواح في الأعضاء |
أمسى بها الإسلام يشرق نوره |
والكفر اصبح فاحم الارجاء |
هو آية الله التي أنوارها |
تجلو ظلام الشك أي جلاء |
والشمس لا تخفى مزية فضلها |
إلا على ذي المقلة العمياء |
يا مصطفى والكون لم تعلق به من بعد أيدي الخلق والإنشاء |
يا مظهر الحق الجلي ومطلع النور |
السني الساطع الأضواء |
يا ملجأ الخلق المشفع فيهم |
يا رحمة الأموات والأحياء |
يا آسي المرضى ومنتجع الرضى |
ومواسي الأيتام والضعفاء |
أشكو اليك وأنت خير مؤمل |
داء الذنوب وفي يديك دوائي |
إني مددت يدي إليك تضرعا |
حاشا وكلا أن يخيب رجائي |
إن كنت لم أخلص إليك فإنما |
خلصت إليك محبتي وندائي |
وبسعد مولاي الإمام محمد |
تعد الأماني أن يتاح لقائي |
ظل الإله على البلاد وأهلها |
فخر الملوك السادة الخلفاء |
غوث العباد وليث مشتجر القنا |
يوم الطعان وفارج الغماء |
كالدهر في سطواته وسماحه |
تجري صباه بزعزع ورخاء |
رقت سجاياه وراقت مجتلى |
كالنهر وسط الروضة الغناء |
كالزهر في إيراقه والبدر في |
إشراقه والزهر في لألاء |
يا ابن الألى إجمالهم وجمالهم |
فلق الصباح وواكف الأنواء |
أنصار دين الله حزب رسوله |
والسابقون بحلبة العلياء |
يا ابن الخلائف من بني نصر ومن |
حاطوا ذمار الملة السمحاء |
من كل من تقف الملوك ببابه |
يستمطرون سحائب النعماء |
قوم إذا قادوا الجيوش إلى الوغى |
فالرعب رائدهم إلى الأعداء |
تنتابها طير الرجال فتجتني |
حرم العفاة ومصر الأعداء |
لله منه قبة مرفوعة |
دون السماء تفوت لحظ الرائي |
راقت بدائع وشيها فكأنها |
وشي الربيع بمسقط الأنداء |
عظمت ميلاد النبي محمد |
وشفعته بالليلة الغراء |
أحييت ليلك ساهرا فافدتنا |
قوت القلوب بذلك الإحياء |
يا أيها الملك الهمام المجتبى |
فاتت علاك مدارك العقلاء |
من لي بأن أحصي مناقبك التي |
ضاقت بهن مذاهب الفصحاء |
وإليك مني روضة مطلولة |
أرجت أزاهرها بطيب ثناء |
فافسح لها أكناف صفحك إنها |
بكر أتت تمشي على استحياء |