لك في مهمة التجلي البهاء |
يانبيا نوابه الأنبياء |
أنت روح القلوب طيا ونشرا |
بك لاذ الأموات والأحياء |
لمعت شمسك المنيرة في الكون |
فضاءت بنورها الظلماء |
وتدلت آيات هديك للناس |
فسارت بهديها الأتقياء |
كان قبل البروزكوكبك اللمماع |
يجلى وكل باد خفاء |
أشرقت منه في زوايا خبايا الغيب |
تلك الفجاج والأنحاء |
واستنارت عوالم الملاء الأعلى |
وضاء الدجنة السوداء |
عنك قد شق في البطون رداء |
حشوة الخارقات ذاك الرداء |
قمت في برجك المشعشع شمسا |
ظل ينحط عن علاها العلاء |
بك طافت أرواحها انبياء الله |
غيبا فبايعوك وجاؤا |
عنك نابوا وبشروا بك اصناف |
البرايا وصحت الأنباء |
جئت ختما لهم فها أنت في النظم |
ختام وفي الكيان ابتداء |
أنت سلطانهم وقد تعرض الجند |
ابتداء وتعقب الأمراء |
ما طووا حكمة من السر إلا |
أنت معراجها وأنت البناء |
شمل الكل من لوائك أمن |
وعليهم ما زال ذاك اللواء |
وتباهى بك الخليل رعاك الله |
إبنا باهت به الآباء |
يا لفرع كسا الأصول فخارا |
أبديا لا يعتريه انقضاء |
نال منه أبوه آدم عزا |
وقبولا وأمه حواء |
وتدلى من حضرة الأفق للأرض |
هبوطا مضمونة الارتقاء |
والعلامات قبل أن جاء جاءت |
بشؤن لاحت لها أضواء |
وتوالت عجائب الغيب يروي |
طورها عنه ما طواه الغطاء |
راقبته القلوب في الكون والأبصار |
من نوره عليها غشاء |
رب نور يغشى العيون بستر |
إنما غاية الظهور الخفاء |
هذه يا أبا البتول معانيك |
التي انشق عن سناها السناء |
حير القوم شأن قدسك في مهد |
التجلى فطاشت الآراء |
راح عرافهم لتلك العلامات |
وتعلوه حيرة بحتاء |
صولة من سرادق الغيب للناس |
تدلت برفعها الآلاء |
هي آلاء ربنا والذي يقضيه |
ماض وفاعل ما يشاء |
حققت ذلك الهواتف والأحبار |
والكاهنون والعرفاء |
وبمر الظهران راهبهم إذ قص |
هذا وللصباح ضياء |
وانقضاض النجوم والنار إذ صاوت |
رمادا وحين غار الماء |
رد أمن المجوس خوفا نذير |
الغيب إذ جاء عكس ما هم شاؤا |
ورمى الغي والضلال شهاب |
اج منه للجاحدين انمحاء |
ضاء والكائنات طمس فعم النور |
واستبصرت به الأشياء |
وتبدت أشكالها بعد أن عنه |
ببرج الأبراز قام انجلاء |
ملأ الكون هيبة وجلالا |
شأن سلطانه وعم البهاء |
نسجت عنه بالبشارات أمراط |
غبار تثيره الهيجاء |
كتبت للهدى سطورا ببيض |
سال منها على الحواشي الدماء |
جردت ثم أودعت في كنوز |
الغيبم قدما وأهلها الخلصاء |
ورآى الموبذان هذا مناما |
راع كسرى كما قضاه القضاء |
وسطيح لما أتاه ابن عمرو |
وبه من أسقامه إعياء |
نص حكم التورية في الأمر والإنجيل |
نصا ما شابه ايماء |
ذاكرا صاحب الهراوة والحق |
مبين وما هناك مراء |
ومياها فاضت وغاضت وفي الأمرين |
للعارفين سين وراء |
ليت شعري هل يجحد الشمس إلا |
مقلة عن شعاعها عمياء |
كل شيء له انتهاء وطه |
فمعاليه ما لهن انتهاء |
نقطة في معالم القدس دارت |
فاستديرت بنمطها العلياء |
برزت في العلى بطالع قدس |
ملئت من أضوائه الخضراء |
فالإشارات أعربت عنه معنى |
والبشارات ما لها استقصاء |
ضجة في محاضر الملكوت انشق |
عن شمسها الوضاح العماء |
فبدت والاكوان ترقب منها |
سر غيب وما بذاك امتراء |
نشأة الطي حين تبرز في النشر |
يرى ما بطيها النبهاء |
يشهد القوم بالبصائر من كنه |
طواها ما يشهد البصراء |
تلك آيات ربنا وله الحكم |
وأحكامه لها الإمضاء |
كيف لا تشهد العيون ضياء |
من حجاب تلوح فيه ذكاء |
منه مس القلوب وارد خوف |
مد في الأرض ما طوته السماء |
هيبة عمت الوجود فكل |
فوقه من جلالها سيماء |
طرفت مقلة العيان بضوء |
دون نبراس لمعه الأضواء |
دولة تعرب البراهين عنها |
بينات ما نابها إخفاء |
راع كسرى سلطانها ولكسر |
سوف يأتيه قد تداعى البناء |
أيها المستميح بردة عتم |
عن منار له الشموس حذاء |
رحت تستكشف الشؤن من الكهان |
والأمر شمسه بلجاء |
ما قرأت التورية أو ما تدبرت |
نصوصا أشاعها شعياء |
وفصول الزبور أو ما تلاه |
من نصوص الأنجيل يوحناء |
قول متى ما فيه لو ولا ليت م |
وللحق طلعة وضاء |
أوشككت الشكوك منك بسهم الحق |
أبصرت والحظوظ عطاء |
نشر الله ذكر أحمد بالآيات |
قدما فلم يصبه انطواء |
وتدلى من برجه يتجلى |
م بتدل تحقيقه إعلاء |
قلبته الأقدار في الظهر والبطن |
بقوم هم قادة نجباء |
أنبياء وأولياء وأخيار |
وشوس وسادة شرفاء |
لم يشنهم كالجاهلية في الحكم |
سفاح أو خلة شنعاء |
حرستهم عين العناية والعبد |
إذا صين فالشؤن صفاء |
كلهم سيد حسيب نسيب |
أريحي آباؤه كرماء |
نور شمس الهدى تنقل فيهم |
فأضاءت منهم به الأجزاء |
عمهم نوره لذا أخلصوا التوحيد |
نهجا فكلهم حنفاء |
بالعمودين أشرف الخلق أصلا |
أمهات النبي والآباء |
خيرة الله هم من الخلق للمختار |
أهل أعاظم كبراء |
قد حباهم خلاقهم واصطفاهم |
وكذا المصطفى له الإصطفاء |
وانتهى مظهر البروز بمجلى |
بنت وهب فضاءت الأرجاء |
ولدته العذراء آمنة النور |
أمينا وقومه أمناء |
غبطتها العذراء مريم فيمن |
رزقته وقبلها حواء |
وبوهب الكريم أنجب عبد الله |
مولى أتباعه النجباء |
يا لحظ مؤيد أعظمته |
للتجلي الخضراء والغبراء |
شب في سدرة الفخار يتيما |
ويد القدس لليتيم وقاء |
لاحظته الأقدار وهو صغير |
ولديه تصاغر الكبراء |
زق بالعلم من سرادق غيب الله |
وهبا فطاب منه النماء |
يا له في محافل الفضل أمي |
عظيم خدامه العلماء |
أدب يبهر النسيم العراري |
وبأس تجلى به البأساء |
وجلال تهابه الشمس في قرص |
سناها غشى علاه الحياء |
وجمال يحيى به الميت إذ يبدو |
وتفنى وجدا له الأحياء |
وكمال تنسقت فيه آيات |
غيوب ما نالها الأنبياء |
قام والدين مقعد في كمين |
طلسمي وللأعادي اعتداء |
وطريق الأقوام محض ضلال |
وعناد وغلظة وجفاء |
فنفى الشرك والضلال بهدي |
أحكمته المحجة البيضاء |
وانجلى نوره فعم الوجودات |
وطاب الشعوب والأحياء |
لمع البرق منذرا وبشيرا |
منه فانهد ركنها الرقباء |
قيل جاء النبي بالبعثة الزهراء |
فاستبشرت به العرفاء |
ملأ الأرض بالهدى وبحق |
كمل الدين تمت النعماء |
وأضاءت بطحاء مكة لما |
قومت من سكانها العوجاء |
وسرى سره ليثرب بالعز |
فطابت وطاب فيها الثواء |
وأفاض الهدى على ساكني الأقطار |
والغي نابه إمحاء |
وبدت معجزاته البيض تتلى |
وتباهت بنصها القراء |
حينما انشق في العلا القمر الطالع |
ليلا شقت قلوب هواء |
وتهادى الركبان سيرا إلى الله |
مذ امتد ستره الإسراء |
نطق الجذع باسمه سبح الماء |
بكفيه هلل الحصباء |
وله الظبي قد تكلم والأشجار |
سارت ولانت الصماء |
وروى جيشه بحفنة ماء |
يا بماء العيون ذاك الماء |
أشبع القوم من قليل طعام |
فانطوى فيه للجميع الشفاء |
بعيوني تراب نعليه للروح |
حياة وللسقام دواء |
قد طوى الله دولة الكون في طية |
برديه وانجلى الإبداء |
كان ذاك الكساء كنزاً لذرات |
البرايا يا نعم ذاك الكساء |
علة الخلق في رقائق حكم الطي |
والنشر حيث كل هباء |
مد بسط الإرشاد لله بالحكمة |
حتى اهتدت به الحكماء |
أثبت العدل حكمه الفصل إذ فيه |
تساوى الضعاف والأقوياء |
وأتى بالقرآن آية حق |
حين تتلى خرش لها الفصحاء |
عقله سيد العقول وخدام |
حواشي أعتابه العقلاء |
ومعاليه والأيادي بعد |
وحساب فما لها استيفاء |
نصرته بالرعب غارة قدس |
فأريعت بسرها الأعداء |
أقلق الحاسدين منه شعاع |
ما طووه إلا اجتلاه انجلاء |
يخفض الحاسد العلي خيالا |
ومن الله حظه الإعلاء |
وإذا داركت يد الحفظ عبدا |
فدواء مضمونها الأدواء |
أيد الله عبده الطهر طه |
فانتحت عن طريقه الأسواء |
خدمته الأملاك دارت به الأفلاك |
غشى الأحلاك منه ضياء |
وقضى الحق أنه علة الخلق |
وطرز الورى لذا إيماء |
هو لولاه ما هي الأرض أرض |
وذووها ولا السماء سماء |
سبب شقت الوجودات عنه |
بانفتاق أرتاقها الطمساء |
فتذكر حديث جابر يبدو |
لك مكنون سره الإبتداء |
يا له من خطير سر ابتداء |
ما لعلياه والفخار انتهاء |
كل أطوار عمره معجزات |
أحمد واتضاعه فاعتلاء |
ذل لله طارحا ما سوى الله |
فذلت لعزه العظماء |
رحمة للوجود جاء ونورا |
وأمانا إذ تجزع الاصفياء |
عزمه سلم القلوب إلى الله |
ومن باب دينه الإرتقاء |
والذي حاد عن طريق هداه |
فضلال طريقه وعماء |
يا بروحي أفديه من هاشمي |
شرفت من جنابه الأسماء |
محكمات آياته بينات |
ما عليهن للبصير غطاء |
ألفتها العقول لا منكرات |
عسرات ولا بها إيذاء |
مجملات مفصلات رقاق |
كلهن اليتمية العصماء |
رقرقت كأس حكمة بمعان |
سرهن الساري رحيق صفاء |
ما أحيلا مذاقها فيه للنفس |
فناء وللفؤاد بقاء |
ونصوص أحكامها باهرات |
أعظمت شأن حقها البعداء |
كم طوى الدهر من شؤون جسام |
ومعانيه ما لهن انطواء |
أبد الله عزه وله الحكم |
تعالى سلطانه والعلاء |
هو فرد في الملك ذاتا وشأنا |
ما لعالي جنابه نظراء |
أبرز الله مفردا نوره الفياض |
والمرسلون طين وماء |
هو إخوانه النبيون لكن |
من سناه قبل الكيان استضاؤه |
وعليهم له شريف أياد |
ولهم من فيوضه استجداء |
أصلهم آدم ولما دعا الله |
تعالى به استجيب الدعاء |
وغدا حين يذهل الكل طرا |
ترتجيه الشفاعة الشفعاء |
ليت شعري هل تبصر الركب عيناي |
وللنوق للحجازه رغاء |
وأراها لطيببة تتهادى |
ويرش القيعان مني البكاء |
يثقل السير بالجمال جهارا |
ديمة من مدامعي وطفاء |
فولوه ولوعة وهيام |
وغرام ومهجة حراء |
وأنين وذهلة وحنين |
واصطلام ودمعة حمراء |
وفؤاد يطير قبل نياق الركب |
والعين ما لها إغفاء |
وفناء بحت لشمة أعتاب |
ثراها به الشفا والثراء |
وانقطاع عن الوجود بوصل |
لحمى منه كالسماء الفناء |
آه والوعتي وطول أنيني |
مثقل بالذنوب مني الخطاء |
أتمنى وأين ما أتمناه |
ووزري مؤزري والشقاء |
عل من نفحة الرسول لقيدي |
فك قفل به يتم الرجاء |
وعساها عناية الطهر تجلو |
عن فؤادي ما بث فيه العناء |
وأراني بعد الشقاء سعيدا |
بنبي عبيده السعداء |
وأرى قبره المنير وللسر |
سرور يعد النوى وهناء |
وعلى بابه أرى حر وجهي |
تجتليه من مسه غبراء |
ودموعي تسيل وجدا وشوقا |
ولظهري من الخشوع انحناء |
وقفول العشاق من كل فج |
مثل شأني لهم إليه التواء |
هزهم وأرد الغرام فأرواح |
تناجيه دينها الإلتجاء |
وعقول هامت به فهي إلا |
عن معاني جماله ذهلا |
لم يفتني الإسعاف قط وأني |
لي إليه بالانتساب ارتقاء |
رفعتني له عقود جدود |
عن سوى الله أقلعوا وتناؤا |
رحم واصل بأكرم مولى |
دونه في البرية الرحماء |
كوكب في مطالع القدس منه |
ملأ الكون رونق وضياء |
وإمام للعالمين وهاد |
وولي إذ تنتحي الأولياء |
وحسام قد أصلتته يد القدرة |
بالله باتر مضاء |
وحبيب لله مقبول جاه |
عند مولاه كائن ما يشاء |
يا رسول الرحمن دعوة مغلوب |
يناجيك ما له نصراء |
غيرت حاله الذنوب فوجه |
ذو سواد ولمة بيضاء |
فأعتقنه من ربقة الذنب يا من |
كم لسحاج جوده عتقاء |
وتدارك بالغوث عبدا غريبا |
فبعلياك تلجأ الغرباء |
مسني الضر فانتدب لي بعون |
عل تمحو ضرائي السراء |
خذ بثاري يا أغير الخلق من أعداء |
مجد لي بالتجري أساؤا |
واحم فضلا قرابتي فلعمري |
أنت من يحتمي به الأقرباء |
وإذا مت صل حبالي بقرب |
منك إني صحيفتي سوداء |
لا تدعني رهن السؤال فإني |
عن جوابي قوالتي بكماء |
أنت سيفي وناصري ومعيني |
وأماني إذ تبعد القرباء |
أنا يا سيدي وأهلي ضعاف |
لك آل آذاهم الأدعياء |
أعقوقي يضيع منك حقوقي |
وعطاياك دونها الأنواء |
عجبا للألى لمدحك راموا |
بعض حد ظنا وبالعجز باؤا |
ما لمداحك الكرام سوى نظم |
عقود يفتر عنها الثناء |
وخضوع وذلة وارتباط |
بك تغنى بفيضه الفقراء |
سيدي سيدي بكل حبيب |
لك منهم ساداتنا الأوصياء |
بصحاب علمتهم كل خير |
قام منهم لصوننا الخلفاء |
وزراء الهدى وفي الناس حينا |
ناب عن ذات نورك الوزراء |
بجناب الصديق صاحبك المقبول |
من أحكمت به السمحاء |
والذي بعد أن قضيت ارتضاه |
أمناء الصحابة الأصدقاء |
والذي رد بالسيوف أولي الردة |
حطما مذ هاجت الهيجاء |
برجال من كل ليث كسيف الله |
محو بسيفه الغرماء |
رب فتك فحل أخاضته بالموت |
ضحوكا طمرة جرداء |
مصلتا أبيضا قد احمر تتلوه |
لدى البطش صعدة سمراء |
من أبي بكر اجتلته صباحا |
يد عزم تجلى به الغماء |
أفضل السادة الصحابة والكل |
نجوم وسادة فضلا |
قلب صدق مضمونه الصدق في الله |
وأذن فيها له إصغاء |
سيد العارفين بالله والصحب |
لعمري جميعهم عرفاء |
حب طه خليله صاحب الغار |
الموالي إذ شحت الأسخياء |
باذل الكل في هوى سيد الكل |
ويتلو صدق الغرام السخاء |
شيم تنضح العبير ومنها |
لاح للعين جنة خضراء |
وبجاه الفاروق ثاني الوزيرين |
الذين لذ حبه والولاء |
فاتح الأرض ناصر الشرع والدين |
ومن طوره التقى والوفاء |
والذي وافق الكتاب كتاب الله |
من نص قلبه الآراء |
أي غوث للدين أي أمير |
بعض خدام بابه الأمراء |
ما ذكرنا منه المناقب إلا |
أسكرتنا من دورها صهباء |
شرف تخجل الكواكب إذ يبدو |
وتطوى بذيله الجوزاء |
وبجاه الشهيد عثمان ذي النورين |
من زان مشهديه الحياء |
صهر طه على ابنتيه وفي هذا |
اختصاص من ربه وانتقاء |
ذو الأيادي مجهز الجيش في العسرة |
والعسر في الخطوب بلاء |
قرشي زاكي الشمائل وضاح |
محيا مهذب معطاء |
أكتسبته شهادة الدار في الله |
حياة وهكذا الشهداء |
وبجاه الأمير حيدرة الكرار |
من حبه لروحي جلاء |
الوصي السامي الذرى كافل الزهراء |
نعم الوصي والزهراء |
أسد الله سيد الآل مخطوب |
المعالي وللعلي العلاء |
أنبأتنا الأنباء عن قدره العالي |
ويكفي للموقن الأنباء |
كم شهدنا لعزمه خارقات |
شاكل المعجزات منها المضاء |
قال ذو الحقد مادح الصهر أطراه |
ونزر في مدحه الإطراء |
قد رأينا العلياء تعلي رجالا |
وعلي تعلو به العلياء |
حينما استعرض الصفوف ببدر |
كر من عضبه عليهم وباء |
ودحا الباب يوم خيبر فالحصن |
تداعى وانهز منه البناء |
باب علم الرسول ذخري أو السبطين |
عزمي إذ تثقل الأعباء |
كم أناديه والنوائب ليل |
مدلهم فيعتريها انجلاء |
حسدته أولو الضغائن حقدا |
وكثيرا ما تحسد الحسناء |
وبجاه السبطين شبليه عيني |
عصبة فوقها أستدير العباء |
سيدي سادة الائمة والكل |
لعمري أئمة نجباء |
أمة من بني النبي استظلت |
بحماها الأبدال والنقباء |
حسرتي هم طول المدى ولكم من |
حسرات ماتت بها كرماء |
آه والوعتي عليهم إذا ما |
خطرت لي البقيع أو كربلاء |
ذو احتراق إذ يذكر النجف الأشرف |
قلبي المضنى وسامراء |
فرقتهم يد التجلي فطوس |
دارهم والبطاح والزوراء |
شرفوا كل بقعة قدسوها |
ومع الله صبحهم والمساء |
وبجاه الأمير خالد سيف الله |
من صح لي إليه انتماء |
ألهزبر الفحل الذي أيد الدين |
ولانت بسيفه الأقسياء |
والذي دوخ الألى من أولي الردة |
فاستسلموا له ثم فاؤا |
والذي عز في فتوحاته الأقطار |
دين الهدى وطال اللواء |
وبجاه الصحب الكرام جميعا |
نعم جيش النبي والرفقاء |
قلبتهم يد الرسالة نورا |
بعد عتم وهذه الكيمياء |
أسد الله والذي لأجل الله |
منهم طوعا أبيح الدماء |
شيدوا الدين بالمواضي وهدوا |
ما بناه من الغوى القدماء |
ومضوا إذ قضوا كراما بأصحاب |
النبيين ما لهم أكفاء |
كم ببدر من حزبهم لاح بدر |
يتجلى سماؤه البيداء |
كم حنين لصفهم بحنين |
ناب ظهر العدا به إحناء |
وبحدب لهم مخضبة الأطراف |
بيض كم قومت حدباء |
جاء منهم كالأنبياء رجال |
ما لوتها عن ربها الأشياء |
وبجاه الأئمة الغر من عنهم |
أتتنا الشريعة الغراء |
علماء الكتاب والسنة البيضاء |
أعيان ديننا الفقهاء |
وبجاه المشايخ الزهر من هم |
عظماء الطريقة الأولياء |
سادة هذبوا النفوس بدين الطهر |
طه فانجاب عنها الغطاء |
زهدهم قد زوى الوجودات عنهم |
فلعمري حقا هم العقلاء |
فزعت منهم القلوب إلى الله |
فذكر زمانهم ودعاء |
وصلاة بصدق حال وصوم |
طرق الخوف كله والرجاء |
وبجاه الغوث الكبير الرفاعي |
من تجلت له اليد البيضاء |
سيد ناب عن نبي البرايا |
بشؤن حارت لها النظراء |
علم الشرق كوكب الصدق فياض |
الأيادي والفلذة الخضراء |
مدد يرفع الوضيع وسر |
قد أقيمت بحاله العرجاء |
وخلال حميدة وفيوض |
هي والعارض الملح سواء |
وبأولاده الهداة فهم قوم |
كرام أماجد صلحاء |
بيت مجد إلى علي تعالت |
من ذويه الأبناء والآباء |
شرف ينطح النجوم وصيت |
ملئت من معطاره الأرجاء |
وبجاه انكسار كل محب |
خالص مسه من الحب داء |
بمعان على القلوب أضاءت فاستنارت وزيح عنها الغشاء |
بإشارات كل عبد نزيه |
جذبته للصانع الآلاء |
رضي الله كافلا ووليا |
فاطمأنت من سره الأحشاء |
بدموع للعاشقين إذا |
مس فقد كالسحب منها الماء |
بأنين للوالهين لديه |
زفرات تبكي لها الصماء |
بعقول قد أدركت غاية السر |
ومنها لربها إسراء |
بفهوم قد هزها الوجد حتى نطقت من صميمها الخرساء |
بالخفي الجلي ذي الغارة المهدي |
من عمني به الإهتداء |
مظهر الحق باهر السر من طاب |
لقلبي بهديه الإقتداء |
وارث المرتضى ومجلى هداه |
من علاه ضمن الظهور الخفاء |
برجال الديوان حيا وميتا |
ولعمري أمواتهم أحياء |
خذ حنانا يا مصطفى بعناني |
فالأعادي لها بشأني اعتناء |
رب إني مدحت عبدك طه |
وبطه يستشفع الفقراء |
نق سري يا رب من كل سوء |
فبسري من زلتي اصداء |
وتدارك عجزي بقدرتك العظمى |
فإني مطيتي هزلاء |
سار أهل القلوب لله والذنب |
دهاني وهمتي عثراء |
كلما قلت أجتلي النور طمت |
منهجي ظلمة الهوى الظلماء |
تب علي انتصر إلي فإني |
غلبتني الأعداء والأهواء |
وأغثني مما أهم فرأيي |
ضمن سيل الذنوب شيء غثاء |
واجتذبني إلى طريق أمان |
فطريقي فجاجه وعثاء |
أنا عبد قد أثقلتني المعاصي |
وأعنائي وملني النصحاء |
ألغياث الغياث يا رب فالركب |
أمام والعزم مني وراء |
ألغياث الغياث فرج كروبي |
وارض عني فمنك يرجى الرضاء |
يا إلهي هذا الزمان تمادى |
وبدت منه هجمة واعتداء |
كدر الصفو فيه أحقاد قوم |
أقلقتهم بغيها الشحناء |
وقلوب لهم تربع فيها |
قسوة تغلب النهى وجفاء |
ضيق الأرض يا غيور عليهم |
وامض فيهم من القضا ما تشاء |
وأعذني من شر كل حسود |
وقرت في ضميره البغضاء |
واحي قلبي برحمة منك إني |
ما لناري بغيرها إطفاء |
وأفنني بالنبي حتى أراني |
لي فناء بحبه وبقاء |
وأراني له رفيقا وجارا |
منه يجري فضلا علي العطاء |
فهو روح الأرواح سرا وجهرا |
هب من نشره عليها شذاء |
نسجت للألباب منه معان |
روضة في طرازها فيحاء |
هو في الكون نقطة الباء يبدو |
حين يجلى ما افتر عنه الباء |
كم أعاد الباري به من أفانين |
علوم لم يبدها الإبداء |
جاء بالحق والقلوب بها موت |
فعاشت وهزها الإحياء |
وبدا نوره فأصبح للحشر |
منيرا بضوءه يستضاء |
يا إلهي يا واسع الجود يا من |
شأنه الوضع جل والإعلاء |
يا عظيم النوال يا واهب الآمال |
يا من لبابه الإلتجاء |
يا مجيب المضطر حين يناجيه |
ولليل عتمة فحماء |
يا مغيثا بلجة البحر إن ما |
هتفت باسم قدسه الغرقاء |
قد رجوناك فاسبل الستر والطف |
عل يروي ظما القلوب الرواء |
وعلى المصطفى فصل وسلم |
ما استمال الغصن الرطيب هواء |
وانطوى بالخفاء نشر ولاحت |
بارقات لها المعاني غطاء |
وعلى آله الذين اصطفاهم |
ربهم للعلى فهم أصفياء |
سادة الناس أكرم الخلق طرا شرفاء الخلائق الأذكياء |
وعلى السادة الصحابة من هم |
سادتي حين تذكر الأسماء |
ما حدا الركب في المهامه حاد |
هيمته الطلول والأرجاء |
وسرى في عوالم الله سر |
وارتقت في المنابر الخطباء |
واستهلت بشرى بحسن ختام |
وطوى شقة العناء الرضاء |