|
محمد
الدرة
قصة:
د . طارق البكري
قال الأب
يروي قصته :
خرجت يوما مع طفلي .. نبتاع شيئا للدار ..
رآنا عدو محتشد .. جيش الأعداء الجرار ..
فرمانا بجمر وبنار ..
ناديت : ارحمني في ولدي ..
قالوا : طفل .. يا للعار .. اقتلوه .. احرقوه .. بيده أكوام الأحجار ..
آه .. كم نخشى الأطفال ..
قلت : يا ولدي لا تجزع .. أحميك بصدري من المدفع .. وإن اشتدت نارهم ..
فالنار يا ولدي أرحم ..
ألقوا ما شئتم من حقد .. كل هذا لن ينفع ..
أدخل في لحمي يا محمد ..
الموت فدى القدس شرف و عفاف وطهر ..
ما بالك تصمت يا ولدي ..
آه .. قتلوك يا محمد ..
ارحل يا ولدي بهدوء ..
اغمض عينيك بسلام ..
دماؤك ريح كالإعصار .
إخوانك أطفال الأحجار .. لن ينسوا دماءك يا محمد ..
امض يا ولدي في عز .. امض يا ولدي بفخار ..
وهم في الدنيا رمز العار .. هم في الدنيا رمز العار ..
|
|
إيمان … شمعة الشهداء
قصة:
د . طارق البكري
فرحت غزة
لأنها لم تعد ترى دبابات العدو حول دارها..
صارت تلعب مع صديقاتها في حارتهن الضيقة ..
قلبها البريء لا يعرف حقدا ولا كراهية ..
كانت تزهر فرحا .. ودا .. حسنا وشقاوة ..
الجنازير الثقيلة لم تعد تسمع زعيقها كل صباح ومساء ..
رأت أباها شرطيا يحميها ..
رأت أمها تخرج وتعود بأمان ..
رأت الصغار فرحين بعودتهم إلى المدرسة ..
لكن .. فرحة عزة لم تستمر ..
عادت دبابات العدو تنشر الرعب والفساد ..
قامت غزة من حلمها الجميل ..
جمعت كل حجرة في الحارة ..
رأت مدفعا يضرب بيتها ..
رمته بحجارتها النارية ..
صارت تقفز من زاوية إلى زاوية ..
تحمل حجارة لا تموت .. حجارة لينة طرية .. أقوى من قلوب العدو القاسية ..
عزة تضرب .. العدو يضرب ..
لمحها جندي مجرم ..
كره طفولتها .. بطولتها .. عنفوانها ..
صوب بندقيته .. أطلق رصاصة ..
طارت الرصاصة إلى صدر غزة .. اخترقتها .. إلى حضن فتاة صغيرة كانت تقف
خلفها ..
حملتها الفتاة .. أعادتها إلى عين ذلك الجندي القبيح فقلعتها ..
فرحت غزة .. في آمان ..
كانت سعيدة سعيدة وهي تودع الحياة ..
في حارتها ألف غزة ..
إن ماتت واحدة ففي كل يوم تولد غزة جديدة ..
|
|
كوكو
العصفور
قصة:
د . طارق البكري
تحت النهر قرب البحر
تحت المطر بين الزهر
طار العصفور
غنى العصفور
غرد للشمس وللقمر
×××
فوق الشجر عند الثمر
وقت الظهر وقت الفجر
عند السحر
صلى العصفور
قرأ العصفور
آيات الله الغفور
أحنى جبهته للشكر
×××
تحت النهر قرب البحر
تحت المطر بين الزهر
طار العصفور
غنى العصفور
غرد للشمس وللقمر
×××
كوكو العصفور حلو ووقور
يعمل بنشاط من غير فتور
لا يخشى الموت قوي وجسور
يحب الخير
يحب الغير
مثل الأبطال
مثل الأحرار
يمضي ويطير
بكل ثبات
وبكل حبور
لا يلجأ أبدا للغدر
×××
تحت النهر قرب البحر
تحت المطر بين الزهر
طار العصفور
غنى العصفور
غرد للشمس وللقمر
كوكو العصفور
طير مشهور
يصون الأرض يحمي الروض
مثل النسور
لا يرضى أبدا بالقهر
×××
صوت العصفور فرح وسرور
بيت العصفور عطر وزهور
قلب وشعور مرج وقصور
ويسعى دوما للنصر
|
|
النملة الشقية
قصة:
د . طارق البكري
النملة لولو
لا تسمع كلام الملكة ..
أمرتها الملكة أن لا تتأخر بالعودة إلى المملكة ...
لكن لولو لم تكن تهتم بأوامرها ..
في يوم شعرت الملكة أن الليلة ستكون عاصفة ..
أمرت النمل بالعودة قبيل الغروب ..
النملة لولو لم تهتم .. أمرت الملكة الحرس بإغلاق باب المملكة عند غروب
الشمس .. والنملة لولو لم تصل بعد ..
لولو وصلت متأخرة .. رفض الحرس فتح الباب ..
خافت لولو .. كيف تقضي الليل في العراء ؟!
لصقت جسمها بالباب فأحست بحرارة الداخل .. بدأ الريح يشتد والبرودة تزداد و
الغيوم تتكاثف .. رأت شعاع البرق وسمعت صوت الرعد ..
فكرت أنها ستموت من البرد و المطر سيحملها بعيدا ..
صارت لولو تبكي ..
الملكة تراقب ما يجري من مكان مرتفع دون أن تراها لولو ..
بدأ المطر ينهمر .. تأكدت النملة لولو أنها ستموت ..
أمرت الملكة الحرس بفتح الباب .. حملها الهواء إلى الداخل بقوة ..
طمأنت الملكة لولو .. شعرت لولو بالدفء والسكينة ..
تعلمت النملة لولو عاقبة الشقاوة وعدم الاستماع إلى ما تقوله الملكة ..
النملة لولو لم تعد شقية .. لأنها نملة ذكية تتعلم من أخطائها فلا تكررها
..
|
|
الجمل الأعرج
قصة:
د . طارق البكري
سمع الجمل
الأعرج بسباق للجمال .. قرر المشاركة رغم عرجته ..
تقدم طالبا تسجيل اسمه .. استغربت لجنة التسجيل .
قال : ما سبب الغرابة ؟ أنا سريع العدو قوي البنية ..
خافت اللجنة أن يتعرض لسوء أثناء السباق .. فدخل السباق على مسؤوليته ..
تجمعت الجمال في نقطة الانطلاق .. سخرت الجمال من عرجة الجمل الأعرج ..
قال : سنرى في نهاية السباق من هو الأقوى والأسرع ..
انطلقت الجمال كالسهام .. كان الجمل الأعرج في آخر المتسابقين ..
صبر الجمل على عرجته .. سببت له الألم عند ركضه السريع ..
كان على الجمال أن تتسلق الجبل ثم تعود ..
الجبل عال ووعر والطريق طويلة ..
الجمال الفتية حاولت الصعود بسرعة فأصابها الإنهاك ..
بعضها سقط من التعب وبعضها قرر العودة ..
الجمل الأعرج كان يسير ببطء وقوة ..
أكثر الجمال تراجعت قبل وصولها إلى القمة ..
الجمال التي وصلت القمة قليلة جدا .. كانت متعبة فاستلقت ترتاح ..
الجمل الأعرج سار بإصرار .. حتى وصل القمة ..
لم يكن يشعر بالتعب .. عاد مهرولا بعرجته ..
الجمال المستريحة لم تنتبه إلا بعد وصوله إلى أسفل المنحدر ..
حاولت الجمال اللحاق به فلم تستطع ..
كان أول الواصلين إلى نهاية السباق ..
نال كأس البطولة وكان فخورا فخورا بعرجته ..
|
|
الثعلب فرفر
قصة:
د . طارق البكري
في غابة
بعيدة .. عاشت مجموعة من الثعالب قرب نبع ماء بارد ..
الثعالب تحرس النبع تمنع حيوانات الغابة من الاقتراب منه ..
الحيوانات تبحث عن الماء في الغابات المجاورة ..
الحيوانات الضعيفة كانت تخاف من الثعالب الشرسة ..
الحيوانات المسكينة تسير مسافة طويلة لتحصل على الماء ..
الثعلب فرفر قال في نفسه :
لماذا تفعل الثعالب هذا ؟؟
الماء يجب أن يكون للجميع ..إنها أنانية الثعالب ..
الماء كثير .. معظمه لا تستفيد منه الثعالب فيذهب هدرا ..
لماذا نمنع الحيوانات المسكينة ما دام النبع يكفينا كلنا طوال العام ..
الثعلب فرفر استشار رفاقه الثعالب الصغار ..
قالوا : عادة سيئة موروثة .. يجب تغييرها ..
توجهت الثعالب يتقدمها فرفر إلى كبير الثعالب ..
فرفر طلب منه الغاء هذه العادة السيئة ..
كبير الثعالب رفض .. صاح بالثعالب الصغيرة ..
فرفر أصر على رأيه وقال : سنعلن العصيان والتمرد
تمردت الثعالب الصغيرة ..
أعلنت العصيان ..
قررت الامتناع عن شرب الماء وحراسة النبع ..
أمام إصرار الثعالب الصغيرة قرر كبير الثعالب بعد استشارة معاونيه السماح
لحيوانات الغابة بالشرب من هذا النبع ..
حيوانات الغابة شكرت فرفر وأصدقاءه
وعاش الجميع بسلام ووئام … |
|
البومة والأصدقاء
قصة:
د . طارق البكري
قالت البومة
: لا أحد يحبني ..
صحيح أنني لست جميلة ..
صوتي ليس كتغريد البلابل ..
لكن هذا ليس ذنبي .. فلماذا تكرهني الطيور ؟!
البومة تريد مجالسة الطيور لكنها تفر منها لقبح شكلها و ضخامة صوتها …
عاشت البومة وحدها .. تراقب النجوم و الفضاء ..
في ليلة كانت السماء صافية ..
لاحظت البومة شيئا غريبا لا يكون بمثل هذا الوقت من السنة ..
راقبت الرياح … تأملت اتجاهاتها.. تحسست برودتها ..
هبت مذعورة تصرخ في كل اتجاه :
يا أيها الطير … قوموا من سباتكم .. الريح تطاركم ..
اهربوا إلى الجبل القريب .. هناك عاصفة آتية .. اهربوا قبل أن تداهمكم ..
هيا إلى المغاور والكهوف لنحتمي بها ..
راحت البومة تصيح وتصيح حتى أيقظت كل الطيور وفرت هاربة نحو الجبل ..
بعد دقائق قليلة عصفت الريح .. وسمعت الطيور صفيرها ..
دمرت الريح العاصفة بيوت العصافير .. قلعت الأشجار الصغيرة .. كسرت الغصون
اليابسة الرقيقة ..
في الصباح .. تركت العاصفة خرابا كبيرا ..
أدركت الطيور أنها لو بقيت نائمة في بيوتها لحملتها الريح معها ..
ذهبت الطيور إلى البومة ممتنة شاكرة :
نأسف لأننا عاملناك بقسوة سامحينا أيتها البومة الطيبة ..
قال أحد الطيور: اطلبي منا ما تشائين ..
قالت : لقد قمت بواجبي ..
ثم قالت بصوت منخفض : هل تقبلوني صداقتي ؟؟؟ أنا أحبكم جميعا .. شكلي وصوتي
ليسا هما قلبي … أحبكم صدقوني..
دنت الطيور تقبل رأس البومة وقالت : كم أنت طيبة يا صديقتنا الغالية ..
قالت بفرح : أنا صديقتكم الغالية !!!!
عاشت البومة بعد ذلك في صداقة دائمة .. وظلت تقوم بواجبها بمراقبة الريح
لتحمي الطيور من الأخطار …
|
|
الديك العالم
قصة:
د . طارق البكري
قرأ الديك
كركر كتبا كثيرة .. جمع مكتبة كبيرة ..
درس عالم الدجاج .. تاريخ الدجاج .. حضارة الدجاج .. فكر الدجاج ..
صار الديك كركر عالما خبيرا بشؤون الدجاج ..
اشتهر كركر في غابته والغابات القريبة والبعيدة ..
جاءت وفود الدجاج من أنحاء الغابات .. تريد أن تتعلم منه ..
إقترحت الوفود إنشاء جامعة برئاسة كركر ليعلم أبناء الدجاج ..
الغابة ازدحمت بالدجاج القادم من كل الغابات ..
حيوانات الغابة انزعجت من الدجاج .. تنادت الحيوانات لاجتماع عاجل ..
قالت الزرافة : لم أعد أحتمل .. الديوك تصيح بلا انقطاع .. أريد النوم ..
قالت السلحفاة : البيض .. البيض في كل مكان .. ليس هنالك مكان أستطيع
الاستقرار فيه ..
قالت النعامة : أما أنا فمصيبتي كبيرة .. كلما وضعت رأسي في حفرة نقرت وجهي
الكتاكيت الصغيرة …
قالت الغزالة : وأنا الغزال الرشيقة المشهورة بالقفز والركض لم أعد أستطيع
التحرك .. أخشى أن أتعثر بدجاجة أو ديك أو كتكوت …
قالت البومة : يجب طرد جميع الدجاج وإذا كانوا يحبون الديك كركر فليأخذوه
معهم ..
قالت الحيوانات مؤيدة : نعم .. نعم .. لنطردهم من غابتنا .. لنطردهم ..
هنا قالت الثعالب والذئاب متظاهرة بالعطف والحنان : ما أقسى قلوبكم .. أنتم
لا تعرفون الرحمة .. تريدون طرد حيوانات مسالمة لأنها أرادت أن تتعلم ..
تريدون أن تبقوا جهلاء طوال حياتكم …
علم الديك كركر بهذا النقاش .. نادى جموع الدجاج وقال : إن غابة تصبح فيها
الثعالب خطباء الفضيلة وسائر الحيوانات عدوة للعلم لمكان لا يصلح للسكن ..
سنغادر الغابة فورا ..
في اليوم التالي نامت الحيوانات طويلا لأن أحدا لم يوقظها ..
|
|
الديك الشجاع
قصة:
د . طارق البكري
خرج الديك مع
أولاده الكتاكيت الصغار للبحث عن طعام ...
فرح الصغار بالنزهة الجميلة بصحبة الديك .
الديك شكله جميل يلفت النظر ..
الحيوانات تحبه لأنه مسالم …
الذئب شرشر تتبع الديك والكتاكيت ..
يترقب فرصة لخطف كتكوت صغير ..
الذئب شرشر يخاف الديك ..
قال الديك :
يا أولادي … لا تذهبوا بعيدا عني حتى لا تتعرضوا للخطر ..
الكتكوت فوفو لم يسمع كلام أبيه ..
ذهب بعيدا ولم ينتبه الديك …
الذئب شرشر انتهز الفرصة .. انقض على الكتكوت ليأكله ..
الديك شعر بأن خطرا يداهم ابنه ..
بحث عنه .. وجده بين يدي الذئب ..
الديك لم يتكلم .. هجم على الذئب .. استخدم منقاره ومخالبه ..
الذئب شرشر خاف وهرب ..
عاد الكتكوت فوفو إلى اخوته فخورا بأبيه الديك ..
الديك حذر ابنه من الابتعاد مرة ثانية ..
الكتكوت خجل من نفسه ..
الكتكوت وعد بأن يسمع كلام أبيه ..
الذئب علم بوعد الكتكوت لأبيه .. قرر ألا يهاجمه مرة أخرى ..
الكتاكيت الصغيرة عندما تخرج لا تبعد عن بعضها ..
الذئب شرشر كان حزينا جدا ..
علم أن وحدة الكتاكيت ستمنعها منه ..
قرر مغادرة الغابة للبحث عن كتاكيت جديدة لا تسمع كلمة أبيها .. |
|
الحمار الذكي !
قصة:
د . طارق البكري
تعرف حمار
ذكي إلى مجموعة الأصدقاء …
البومة تعرف أسرار النجوم .. البلبل يعرف أصول الغناء ..
الصرصور يعزف الموسيقى .. العنكبوت فنان مهندس ..
النملة بارعة ببناء البيوت و الأنفاق ..
الدودة تغزل الحرير … الديك خبير بالزراعة ..
الحمار تعلم مهن أصدقائه ..إستغل وقته بتعلم مهنهم ..
أصبح يعرف أسرارها و مهاراتها .. لكنه لم يتقنها ..
حاول تقليدها .. فشل .. كان مقلدا وليس مبتكرا ..
الحمار انشغل عن نفسه طوال الوقت .. نسي تعلم مهنة تناسبه ..
أصبح الأصدقاء يفكرون بمهنة تناسبه وتنفعهم ..
استخدمه الأصدقاء لنقل أغراضهم ومنتجاتهم إلى السوق ..
تعلم الحمار مهنة جديدة تصلح له .. لا يستطيع أصدقاؤه القيام بها .. |
|