|
عفا واسطٌ من أهْله فمذانُبْهْ |
فرَوْضُ القَطا: صَحْراؤهُ فَنصائِبُهْ |
|
وقدْ كانَ محضُوراً أرى أن أهلهُ |
به أبداً، ما أعجمَ الخطَّ كاتبُهْ |
|
ولكنَّ هذا الدهرَ أصبحَ فانياً |
تَسَعْسعَ واشْتَدَّتْ عَلينا تجارِبُهْ |
|
عَدا ذو الصَّفا منْهُمْ، فأمسى أنيسُهُ |
قليلاً، تعاوى بالضباحِ ثعالبُهْ |
|
وحلَّ بصحراء الإهالة ِ حذلمٌ |
وما كانَ حلالاً بها، إذا نُحاربُهْ |
|
خلا لبني البرشاء بكرِ بن وائلٍ |
مجاري الحصى من بطنِ فلجٍ، فجانبُهْ |
|
نَفى عَنْهُمُ الأعْداءَ فُرْسانُ غارَة ٍ |
ودهمٌ يغمُ البلقَ خضرٌ كتائبهُ |
|
فنحنُ أخٌ، لم يلقَ في الناسِ مثلُنا |
أخاً، حين شابَ الدهرُ وابيضّ حاجبهْ |
|
وإنا لصبرٌ في مواطنِ قومِنا |
إذا ما القَنا الخَطِّيُّ عُلّتْ مخاضِبُهْ |
|
وإنا لحمّالو العدو، إذا عدا |
عَلى مَرْكبٍ، لا تُسْتَلَذُّ مَراكِبُهْ |
|
وغيرانَ يغلي للعدواة ِ صدرهُ |
تذبذبَ عني، لم تنلني مخالبهُ |
|
فإنْ أكُ قد فتّ الكليبي بالعلى |
فقدْ أهلكتهُ في الجراء مثالِبُه |
|
وظلَّ لهُ بينَ العُقابِ وراهطٍ |
ضَبابة ُ يَوْمٍ، لا تَوارى كواكِبَهْ |
|
رأيتكَ، والتكليفَ نفسكَ دارماً |
كشيءٍ مضى ، لا يُدركُ الدهرَ طالبهْ |
|
فإنْ يكُ قَدْ بانَ الشّبابُ، فرُبّما |
أعلّلُ بالعذبِ اللذيذِ مشاربُهْ |
|
ولَيْلَة ِ نَجْوى يعْتري أهْلَها الصّبى |
سَلَبْتُ بها ريماً، جميلاً مَسالبُهْ |
|
فأصبحَ محجوباً عليَّ، وأصبحتْ |
بظاهرة ٍ آثارهُ وملاعبهْ |
|
وبتنا كأنّا ضيفُ جنّ بليلة ٍ |
يعودُ بها القَلْبَ السّقيمَ صبائِبُهْ |
|
فيا لك مني هفوة ً، لم أعُدْ لها |
ويا لكَ قلباً، أهلكتُه مذاهبهْ |
|
دعاني إلى خير الملوكِ فضولهُ |
وأنّي امْرؤ مُثْنٍ عَلَيْهِ ونادِبُهْ |
|
وعالق أسبابِ امريٍ، إن أقع به |
أقع بكريمٍ، لا تغبّ مواهبُهْ |
|
إلى فاعلٍ لوْ خايَلَ النِّيلَ، أزْحفَتْ |
من النيلِ فوراتُهْو مثاعِبُهْ |
|
وإنْ أتَعَرَّضْ للوليدِ، فإنّهُ |
نَمَتْهُ إلى خيرِ الفُروعِ مَضاربُهْ |
|
نساءُ بني عَبْسٍ وكَعْبٍ ولَدْنَهُ |
فنِعْمَ، لعَمْري، الحالباتُ حوالبُهْ |
|
رفيع المنى ، لا يستقلُّ بهمهِ |
سؤومٌ، ولا مستنكشُ البحرُ ناضبِهْ |
|
تجيشُ بأوصالِ الجزورِ قدورهُ |
إذا المحلُ لم يرجعْ بعودينِ حاطبهْ |
|
مطاعيمُ تغدو بالعبيطِ جِفانهُم |
إذا القُرُّ ألوَتْ بالعِضاهِ عَصائِبُهْ |
|
تضيءُ لنا الظلماءَ غرة ُ وجههِ |
إذا الأقعسُ المبطانُ أُرْتِجَ حاجِبُهْ |
|
وما بلَغَتْ خَيْلُ امرىء ٍ كانَ قَبْلَهُ |
بحيثُ انتهتْ آثارُهُ ومحاربهْ |
|
وتُضْحي جبالُ الروم غُبراً فِجاجُها |
بما اشعلتْ غاراتُهُ ومقانبهْ |
|
مِن الغَزْوِ، حتى انْضَمَّ كلُّ ثميلة ٍ |
وحتى انطوَتْ مِن طولِ قَوْدٍ جنائبُهْ |
|
يمدُّ المدى للقومِ، حتى تقطعتْ |
حبالُ القُوى ، وانشَقَّ مِنْهُ سَبائبُهْ |
|
فتى النّاسِ لمْ تُصْهِرْ إليهِ مُحارِبٌ |
ولا غنوي دون قيسٍ يُناسبهُ |