Portada | Almadrasa | Foros | Revista | Alyasameen | Islam | Corán | Cultura | Poesía | Andalus | Biblioteca | Jesús | Tienda

 
 

ابن معتوق

 

نِصَالٌ مِنْ جُفُونِكِ أَمْ سِهَامُ

نِصَالٌ مِنْ جُفُونِكِ أَمْ سِهَامُ وَرُمحٌ في الْغِلاَلَة ِ أَمْ قَوَامُ
وَبَلُّوْرٌ بِخَدِّكِ أَمْ عَقِيقٌ وَشَهْدٌ في رُضَابِكِ أَمْ مُدَامُ
وَشَمْسٌ في قِنَاعِكِ أَمْ هِلاَلٌ تَزَيَّا فِيكِ أَوْ بَدْرٌ تَمَامُ
وجيدٌ في القلادة ِ أم صباحٌ وفرعٌ في الفقيرة ِ أم ظلامُ
أَمَا وَصَفَاءِ مَاءِ غَدِيرِ مَاءٍ تلهّبَ في جوانبهِ الضِّرامُ
وبيضِ صفاحِ سودٍ ناعساتٍ لَنَا بِجُفُونِهَا كَمَنَ الْحِمَامُ
لقد كسرَ الغرامُ لهامَ صبريْ فَهِمْتُ وَحَبَّذَا فِيكِ الْهُيَامُ
وَأَسْقَمَنِي اجْتِنَابُكِ لِي فَجِسْمِي كطرفكِ لا يفارقهُ السّقامُ
بِرُوحي الْبَارِقُ الْوَارِي إِذَا مَا تَزَحْزَحَ عَنْ ثَنَايَاكِ اللِّثَامُ
وَبِالدُّرَ الشَّنِيبِ عُقُودُ لَفْظٍ يُنَظِّمُها بِمَنْطِقِكِ الْكَلاَمُ
سقى غيثُ السّرورِ حزونَ نجدٍ وَجَادَ عَلَى مَرَابِعِهَا الْغَمَامُ
دِيَارٌ تَكْفُلُ الآرَامَ فِيهَا عتاقُ الخيلِ والأسدُ الكرامُ
بُرُوجٌ تُشْرِقُ الأَقْمَارُ فِيهَا بِأَطْوَاقٍ وَتحْجُبُهَا خِيَامُ
إِذَا نَشَرَتْ غَوَانِيهَا الْغَوالِي تَعَطَّرَ في مَغَانِيهَا الرَّغَامُ
ألا رعياً لأيّامٍ تقضَّتْ بها والبينُ منصلهُ كهامُ
وَأَحْزَابُ السُّرُورِ لَهَا قُدُومٌ إلينا والهمومُ لنا انهزامُ
وَمَمْشُوقِ الْقَوَامِ إِذَا تَثَنَّى يكادُ عليهِ أنْ يقعَ الحمامُ
إذا ما قيسَ بالأغصانِ تاهتْ غُصُونُ الْبَانِ وافْتَخَرَ الْبَشَامُ
مُشَرَّعَة َ النَّوَاظِرِ لاَ تَنَامُ
هَجَمْتُ عَلَيْهِ والآفَاقُ لُعْسٌ مَرَاشِفُهَا وَلِلشُّهْبِ ابْتِسَامُ
وَهِنْدُ اللَّيْلِ في قُرْطِ الثُّرَيَّا تَقَرَّطَ وَالْهِلاَلُ لَهُ خِزَامُ
فلمْ أرَقبلهُ بدراً بخدرٍ ولا شمساً يستِّرها لثامُ
ولا منْ فوقِ أطرافش العواليء سعى قبليء محبٌّ مستهامُ
فهلْ ذاكض الوصالث لهُ اتصالٌ وهلء هذا البعادث لهث انصرامُ
عجبتُ منَ الزَّمانِ وقد رمانا ببينٍ ما لشعبيهش التئامُ
فَكَيْفَ تُصِيبُنَا مِنْهُ سِهَامٌ وجنَّتنا ابنُ منصورَ الهمامُ
وَكَيْفَ يُشِتُّ أُلْفَتَنَا وَإِنَّا لنا في سلكِ خدمتهِ انتظامُ
عَزِيزٌ لاَ يَذِلُّ لَهُ نَزِيلٌ وَلاَ يُخْشَى لَدَيْهِ الْمُسْتَضَامُ
وَحِيدٌ في الْفَخَارِ بِلاَ شَرِيكٍ وَفِي جَدْوَاهُ تَشْتَرِكُ الأَنَامُ
هُمَامٌ قَدْ بَكَى الأَعْنَاقُ مِنْهُ إِذَا بِأَكُفِّهِ ضَحِكَ الْحُسَامُ
لئنْ في الخلقِ حاكتهُ جسومُ فسُحْبُ الْوَدْقِ تُشْبِهُهَا الْجَهَامُ
سعى نحو العلا فأشاد بيتاً سَمَا فِيهِ إِلَى الْعَرْشِ الدِّعَامُ
جوادٌ كلُّ عضوٍ منهُ غيثُ يجودُ وكلُّ جارحة ٍ لهامُ
رعى الَّحمن عصراً حلّض فينا بِهِ بَرَكَاتُ سيِّدُنَا الْهُمَامُ
أخو المعروفِ نجلُ المجدِ حرٌ نَمَتْهُ السَّادَة ُ الْغُرُّ الْعِظَامُ
تولَّى دولة َ المهدي فأحيا مَنَاقِبَهُ وَقَدْ عَفَتِ الْعِظَامُ
يَتِيهُ صَرِيخُ مَطْلَبِهِ الْمُرَجِيِّ بسيرتهِ ويفتخرُ الزِّحامُ
يفوقُ المزنَ إنْ هيَ ساجلتهُ وَيُفْنِي الْيَمَّ مَوْرِدُهُ الْجُمَامُ
كريمٌ في أناملِ راحتيهِ حَيَاة ُ الْخَلْقِ وَالْمَوْتُ الزُّؤَامُ
وَمُعْتَرَكٌ بِهِ وَدْقُ الْمَنَاياَ عَلَى الأَقْرَانِ وَالسُّحْبُ الْقَتَامُ
تسيلُ منَ النفوسِ لهُ بحارٌ وَنِيرَانُ الْوَطِيسِ لَهَا اضْطِرَامُ
ثغورِ البضِ فيهش باسماتٌ وَقَامَاتُ الرِّمَاحِ بِهَا قِيَامُ
تَجَسَّمَ ضَنْكُهُ فَرْداً فَوَلَّى جَمُوحُ الأُسْدِ وَانْفَرَجَ الزِّحَامُ
هوَ البطلُ الَّذي لو رامَ يوماً بُلُوغَ الشَّمْسِ مَا بَعُدَ الْمَرَامُ
عَنِ الإِسْلاَمِ وَالْمَوْلَى الإِمَامُ
وَيَا ابْنَ الْقَادِمِينَ عَلَى الْمَنَايَا إذالاما الصيدُ أحجمها الصدامُ
ومنْ زانتْ وجوهُ النثرِ فيهِ وفيْ تقريضهِ حسنُ النِّظامُ
لقدْ أمنتَ بمولدكَ اللياليْ وَخَافَتْ بَأْسَكَ النُّوَبُ الْجِسَامُ
وَتَاهَ الْعِيدُ فِيكَ هَوى ً وَبَاهَى بكَ الأقطارُ وافتخرَ الصِّيامُ
فما ذا العيدُ إلامستهامٌ دَعَاهُ إِلَى زِيَارِتكَ الْغَرَامُ
فلا عدمَ ازدياركَ كلَّ عامٍ يمرُّ ولا عداكَ لهُ سلامُ

غَرَبَتْ مِنكمُ شُمُوسُ التَّلاَقِي

غَرَبَتْ مِنكمُ شُمُوسُ التَّلاَقِي فبدتْ بعدها نجومُ المآقيْ
جَنَّ لَيْلُ النَّوَى عَلَيَّ فَأَمْسَتْ في جفوني منيرة َ الإشراقِ
أخبرتنا حلاوة ُ القربِ منكمْ أَنَّ هذَا الْبِعَادَ مُرُّ الْمَذَاقِ
دَكَّ طُورَ الْعَزَاءِ نُورُ التَّجَلِّي منكمْ للوداعِ يومَ الفراقِ
آنستْ مقلتايَ نارَ التنائيْ فاصطلى القلبُ جذوة َ الاشتياقِ
أَيُّهَا الْمُفْري الْقِفَارَ بِضَرْبٍ أَحْسَنَتْهُ صَوَارِمُ الأَعْنَاقِ
والمحلّي قراهُ في عنبرِ اليـ -ـلِ وبالزَّعفرانِ محذي المناقِ
إِنْ أَتَيْتَ الْعَقِيقَ عَمَّرَكَ اللهُ وَوُقِّيتُ فِتْنَة َ الأَحْدَاقِ
وَتَرَاءَى لكَ الْحِجَازُ ولاَحَتْ بَيْنَ حُمْرِ الْقِبَابِ شُهْبُ الْعِرَاقِ
حَيْثُ تَلْقَى مَرَابِضَ الْعِينِ تُبْنَى بَيْنَ سُمْرِ الْقَنَا وَبِيضٍ رِقَاقِ
وبحوراً حملنَ غدرَ حديدٍ وَأُسُوداً صَحِبْنَ رُبْدَ الْعِتَاقِ
فِتيَة ٌ لَوْ تَشَاءُ بِالْبِيْضِ حَالَتْ بينَ قلبش المشوقش والأشواقِ
مَنْزلٌ كُلَّمَا بِهِ سَنَحَ السِّرْ بُ تَذُوبُ الأُسُودُ بِالإشْفَاقِ
ثغرُ حسنٍ حمتهُ سمرُ قدودٍ وظبى أجفنٍ ونبلُ حداقِ
وتجلَّت لكَ الشوسُ ظلاماً حَامِلاَتِ النُّجُومِ فَوْقَ التَّرَاقِي
ورأيتَ البدورَ تشرقُ فيْ الأر ضِ بِهَالاَتِ عَسْجَدِ الأَطْوَاقِ
فَتَلَطَّفْ وَحَيِّ عَنِّي خُدُوراً هيَ حقاً مصارعُ العشَّاقِ
وَغُصُوناً خُضْرَ الْمَلاَبِسِ سُودَ الشَّـ ـعْرِ حُمْرَ الْحُليِّ والأوْرَاقِ
واتَّقِ الضَّرْبَ مِنْ جُفُونٍ مِرَاضٍ واحذرِ الطَّعنَ منْ قدودِ رشاقِ
واخبرش الساكنينَ أنِّي على ما علموهُ لهمْ على العهدِ باقِ
أحجَّتْ نارَ زفرتي الفرقُ فيهمْ فنشا الدَّجنُ منْ دخانِ احتراقي
يَارَعَى اللهُ لَيْلَة ً أَلْبَسَتْنَا بَعْدَ فَرْطِ الْعِتَابِ عِقْدَ الْعِنَاقِ
راقَ عتبُ الحبيبِ فيها فرقَّتْ مِثْلَ شَكْوَى الْمُتَيَّمِ الْمُشْتَاقِ
تَوَّجَتْ هَامَة َ السُّرُورِ وَحَلَّتْ خَصْرَ مَاضِي زَمَانِنَا بِالنِّطَاقِ
فاقتِ الدَّهرَ مثلَ ما قدْ فازَ قدرُ الوصيِّ بالآفاقِ
سيُّدُ الأوصياءِ مولى البرايا عُرْوَة ُ الدِّين صَفْوَة ُ الْخَلاَّقِ
مَهْبَطُ الْوَحْي مَعْدِنُ الْعِلْمِ والإِفْـ ـضالِ لا بل مقدِّرُ الأرزاقِ
بدرُ أقِ الكمالِ شمسُ المعالي غَيْثُ سُحْبِ النَّوَالِ لَيْثُ التَّلاَقِ
ضَارِبُ الشُّوْسِ بِالظُّبَى ضَرْبَهُ الْبُخْـ ـلَ بَمَاضِي مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ
قَلْبُ أَجْرَى الأُسُودِ إِذْ يَلْتَقِيهِ كَوِشَاحِ الْخَرِيدَة ِ الْمِقْلاَقِ
حُكْمُهُ الْعَدْلُ في الْقَضَايَا وَلكِنْ جَائِرٌ في نُفُوسِ أَهْلِ الشِّقَاقِ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة ِ لاَيْعْـ ـزبُ عنهُ حسابُ ذرٍّ دقاقِ
حَاضِرٌ عَنْدَ عِلْمِهِ كُلُّ شَيْءٍ فَطِوَالُ الدُّهُورِ مِثْلُ فَوَاقِ
مَلَكٌ كُلَّمَا رَقِي لِلْمَعَالِي فله النَّيّراتُ أدنى المراقي
سلَّ لله أنصلاً في سناها مَاحِيَاتٍ ظَلاَمَ أَهْلِ النِّفَاقِ
يا لها أنجماً فكم بدرِ قومٍ كَوَّرَتْ نُورَهُ بِكَسْفٍ مُحَاقِ
إِنْ تَكُنْ كالْثُغُورِ في الرَوْعِ تَبْدُو فَلَهُنَّ الْجُسُومُ كَالأَشْدَاقِ
وا تراءت جماعة الشّركِ إلا خَطَبَتْ في مَنَابِرِ الأَعْنَاقِ
مَنْ سَقَى مَرْحَبَ الْمَنُونَ وَعَمْراً وأَذَاقَ الْقُرُونَ طَعْمَ الزُّعَاقِ
مَنْ أَبَاحَ الْحُصُونَ بَعْدَ امْتِنَاعٍ ومحا بالحسامِ زبرَ الغساقِ
مَنْ أَتَى بِالْوَلِيدِ بِالرَّوْعِ قَسْراً بَعْدَ عِزِّ الْعُلاَ بِذُلِّ الْوَثَاقِ
من رقيَ غاربَ النبيِّ وأمسى معهُ قائماً بسبعٍ طباقِ
مَنْ بِفَجْرِ النِّصَالِ أَوْضَحَ دِيناً طالما كانَ قاتمَ الأعماقِ
وَاصَلَ اللهُ نُرْبَة ً أَضْمَرَتْهُ بِصَلاَة ٍ كَقَطْرَة ِ الْمُهْرَاقِ
وارثُ البحرِ والهزبرِ وصلتُ الـ ـبَدْرِ كُلاًّ وَعَارِضُ الإِنْفَاقِ
يَا إِمَامَ الْهُدَى وَمَنْ فَاقَ فَضْلاً وَمَلاَ الْخَافِقَيْنِ بِالإِيْتِلاَقِ
قد سلكتُ الطريقَ نحوكَ شوقاً ورجائي مطيتي ورفاقي
أسرتني الذّنوبُ آية َ أسرٍ وَالْخَطَايَا فَمُنَّ في إِطْلاقِي
أَوَّلُ الْعُمْرِ بِالضَّلاَلِ تَوَلَّى سَيِّدِي فَاصْلِحِ السِّنِينَ الْبَوَاقِي
أنا رقٌّ بكَ استجرتُ فكن لي مِنْ أَلِيْمِ الْعَذَابِ بِالْبَعْثِ وَاقِ
زَفَّ فِكْرِي إِلَيْكَ بِكْرَ قَرِيضٍ بَرَزَتْ فِي غَلاَئِلِ الأَوْرَاقِ
صانها عن سوى علاكَ شهابٌ يَا شِهَاباً أَضَاءَ بِالإِشْرَاقِ
فَالْتَفِتْ نَحْوَهَا بِعَينِ قَبُولٍ فَلَهَا بِالْقَبُولِ أَسْنَى صِدَاقِ
وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ مَا رَقَصَ الْغُصْر ـنُ وغنّت سواجعُ الأوراقِ

لا برَّ في الحبِّ يا أهلَ الهوى قسمي

لا برَّ في الحبِّ يا أهلَ الهوى قسمي وَلاَ وَفَتْ لِلْعُلَى إِنْ خُنْتُكُمْ ذِمَمِي
وإن صبوتُ إلى الأغيارِ بعدكمُ فَلاَ تَرَقَّتْ إِلى هَامَاتِهَا هِمَمِي
وَإِنْ خَبَتْ نَارُ وَجْدِي بِالسُّلُوِّ فَلاَ وَرَّتْ زِنادِي وَلاَ أَجْرَى النُّهَى حِكَمِي
ولا تعصفرَ لوني بالهوى كمداً إِنْ لَمْ يُوَرِّدْهُ دَمْعِي بَعْدَكُمْ بِدَمِي
وَلاَ رَشَفْتُ الْحُمَيَّا مِنْ مَرَاشِفِهَا إِنْ كَانَ يَصْفُو فُؤَادِي بَعْدَ بُعْدِكُمِ
وَلاَ تَلَذَّذْتُ فِي مُرِّ الْعَذَابِ بِكُمْ إِنْ كَانَ بَعْذُبُ إِلاَّ ذِكْرُكُمْ بِفَمِي
خلعتُ في حبكم عذري فألبسني تجرّدي في هواكم خلعة َ السقمِ
ما صرتُ بالحبِ بينَ الناسِ معرفة ً حتى تنكّرَ فيكم بالضّنى علمي
لَقَدْ قَضَيْتُمْ بِظُلْمِ الْمُسْتَجِيرِ بِكُمْ وَيْلاَهُ مِنْ جَوْرِكُمْ يَا جِيرَة َ الْعَلَمِ
أَمَا وَسُودِ لَيَالٍ في غَدَائِرِكُمْ طالت عليَّ فلم أصبح ولم أنمِ
لولا قدودُ غوانيكم وأنملها ما هزَّ عطفي ذكرُ البانِ والعلمِ
كلا ولولا الثنايا من مباسمكم ما شاقني بالثنايا بارقُ الظلمِ
يَا جِيرَة َ الْبَانِ لابِنْتُمْ وَلاَ بَرِحَتْ تبكي عليكم سوراً أعينُ الدّيمِ
ولا انجلى عنكمُ ليلُ الشبابِ ولا أفلتمُ يا بدورَ الحيِّ من إضمِ
مَا أَحْرَمَ النَّوْمَ أَجْفَانِي وَحرَّمَهُ إلا تغيّبكم يا حاضري الحرمِ
غِبْتُمْ فَغَيَّبْتُمُ صُبْحِي فَلَسْتُ أَرَى إلا بقايا ألمّت فيه من لممي
صَبْراً عَلَى كُلِّ مُرٍّ في مَحَبَّتِكُمْ يا أملحَ الناسِ ما أحلى بكم ألمي
رِفْقاً بِصَبٍّ غَدَتْ فِيكُمْ شَمَائِلُهُ مشمولة ً منذُ أخذِ العهدِ بالقدمِ
حليفِ وجدٍ إذا هاجت بلابلهُ ناجى الحمامَ فداوى الغمَّ بالنَّغمِ
يَشْكُو الظَّمَا فَإِذَا مَا مَرَّ ذِكْرُكُمُ أَنْسَاهُ ذِكْرَ وُرُودِ الْبَان وَالْعَلَمِ
حَيُّ الْهَوَى مَيِّتُ السُّلْوَانِ ذُو كَبِدٍ مَوْجُودَة ٍ أَصْبَحتْ فِي حَيِّزِ الْعَدَمِ
خَافَ الرَّدَى مُنْذُ جَرَّتْ سُودُ أَعْيُنِكُمْ بيضُ الظبى فاستجارت روحه بكمِ
الله فيها فقد حلّت جواركمُ والبرُّ بالجارِ من مستحسنِ الشيمِ
لمَّا إليكم ضلالُ الحبِّ أرشدها ظلَّت لديكم بظلِّ الضَّالِ والسّلمِ
يا حبذا لكَ من عيشِ الشبيبة ِ والـ ـدَّهْرُ الْعَبُوسُ يُرِينَا وَجْهَ مُبْتَسِمِ
فَيَا رَعَى اللهُ سُكَّانَ الْحِمَى وَحَمَى حيَّ الحجونِ وحيَّاهُ بمنسجمِ
وَحَبَّذَا بِيضُ لَيْلاَتٍ بِسَفْحِ مِنى ً كانت قصاراً فطالت منذُ بينهمِ
أَكْرِمْ بِهِمْ مِنْ سَرَاة ٍ في شَمَائِلِهِمْ قد صيَّروا كلَّ حرٍّ تحتَ رقِّهمِ
رُمَاة ُ غُنْجٍ لأسْبَابِ الرَّدَى وُسِمُوا باسمِ السّهام وسمّوها بكحلهمِ
صبحُ الوجوهِ مصابيحٌ تظنّهمُ زَرُّوا الْجُيُوبَ عَلَى أَقْمَارِ لَيْلِهِمِ
إِذا اكْتَسَى اللَّيْلُ مِنْ لأْلاَئِهِمْ ذَهَباً أجرى السرابَ لجيناً فوقَ أرضهمِ
كَأَنَّ أُمَّ نُجُومِ الأُفْقِ مَا وَلَدَتْ أنثى ولاذكراً إلا بحيّهمِ
أو أنَّ نسرَ الدّجى بيضاتهُ سقطت لِلأْرْضِ فَاسْتَحْضَنَتْهَا في خُدُورِهِمِ
لانت كلين القنا قاماتهم وحكت أَجْفَانُ بِيضِهمِ أَجْفَانَ بِيضِهِمِ
تَقَسَّمَ الْبَأْسُ فِيهِمْ والْجَمَالُ مَعاً فَشَابَهَ الْقِرْنُ مِنْهُمْ قَرْنَ شَمْسِهِمِ
تناطُ حمرُ المنايا في حمائلهم وسُورُهَا كائِنات في جفونِهِمِ
مُفَلَّجَاتٌ ثَنَايَاهُمْ حَوَاجِبُهُمْ مقرونة ٌ بالمنايا في لحاظهمِ
كُلُّ الْمَلاَحَة ِ جُزْءٌ مِنْ مَلاَحَتِهِمْ أصلُ كلِّ ظلامٍ من فرعهمِ
وَأطُولَ ليلي وَوَيْلِي في ذَوَائِبِهِمِ وَرِقَّتِي وَنُحُو لي في خُصُورِهِمِ
إنَّ النّفوسَ التي تقضي هوى ً وجوى ً فِيهِمْ لأَوْضَحُ عُذْراً مِنْ وجوهِهِمِ
غُرٌّ عَنِ الدُّرِّ لَمْ تَفْضُلْ مَبَاسِمَهُمْ إلا سجايا رسولِ اللهِ ذي الكرمِ
مُحَمَّدٍ أَحْمَدَ الْهَادِي الْبَشِيرِ وَمَنْ لَوْلاَهُ في الْغَيِّ ضَلَّتْ سَائِرُ الأُمَمِ
مُبَارَكُ الإِسْمِ مَيْمُونٌ مَآثِرُهُ عَمَّتْ فآثارُهَا بِالْغَوْرِ وَالأَكَمِ
طَوْقُ الرِّسَالَة ِ تَاجُ الرُّسْلِ خَاتِمُهُمْ بَلْ زِينَة ٌ لِعِبَادِ اللهِ كُلِّهِمِ
نورٌ بدا فاجلى همُّ القلوبِ بهِ وزالَ ما في وجوهِ الدّهرِ من غممِ
لَوْ قَابَلَتْ مُقْلَة َ الْحِرْبَاءِ طَلْعَتُهُ ليلاً لردَّ إليها الطّرفَ وهوَ عمي
تَشْفِي مِنَ الدَّاءِ والْبَلْوَاءِ نِعْمَتُهُ وَتَنْفُخُ الرُّوحَ في الْبَالِي مِنَ الرِّمَمِ
كم أكمهٍ برئت عيناهُ إذ مسحت من كفّهِ ولكم بالسّيفِ قدُّ كمي
وكم لهُ بسنينِ الشّهبِ عارفة ٌ قَدْ أَشْرَقَتْ في جِبَاهِ الأَلْيُلِ الدُّهُمِ
لطفٌ من اللهِ لو خُصَّ النّسيمُ بما فِيهِ مِنَ اللُّطْفِ أَحْيَا مَيِّتَ النَّسَمِ
على السّمواتِ فيهِ الأرضُ قد فخرت وَالْعُرْبُ قَدْ شَرُفَتْ فيهِ عَلَى الْعَجَمِ
سرّت بمولدهِ أمُّ القرى فنشا في حجرها وهو طفلٌ بالغُ الحلمِ
سيفٌ بهِ نسخُ التوراة ُ قد نُسخَت وآية ُ السَّيفِ تمحو آية َ القلمِ
يَغْشَى الْعِدَا وَهْوَ بَسَّامٌ إِذَا عَبَسُوا والموتُ في ضحكات الصارمِ الخذمِ
يفترُّ للضّربِ عن إيماضِ صاعقة ٍ وَلِلنَّدَى عَنْ وَمِيضِ الْعَارِضِ الرَّذِمِ
إِذَا الْعَوَالِي عَلَيْهِ بِالْقَنَا اشْتَبَكَتْ ظَنَنْتَ فِي سَرْجِهِ ضِرْغَامَة َ الأُجُمِ
قد جلَّ عن سائرِ التشبيهِ مرتبة ً إذ فوقهُ ليسَ إلا الله في العظمِ
شَرِّفْ بِتُرْبَتِهِ الْعِرْنِينَ مُنْتَشِعاً فَشَمُّ تُرْبَتِهِ أَوْفَى مِنَ الشَّمَمِ
هُوَ الْحَبِيبُ الَّذي جُنِّنْتُ فِيهِ هَوى ً يا لائمي في هواهُ كيفَ شئتَ لمِ
أرى مماتي حياتي في محبّتهِ ومحنتي وشقائي أهنأ النّعمِ
أَسْكَنْتُهُ بِجَنَانِي وَهْوَ جَنَّتُهُ فأثلجت فيه أحشائي على ضرمِ
عَيْناً تُهَوِّمُ إِلاَّ بَعْدَ زَوْرَتِهِ عَدِمْتُهَا وَفُؤَاداً فِيهِ لَمْ يَهِمِ
واهاً على جرعة ٍ من ماءِ طيبة َ لي يُبَلُّ في بَرْدِهَا قَلْبٌ إِليهِ ظَمِي
للهِ روضة ُ قدسٍ عندَ منبرهِ تعدُّها الرُّسلُ من جنّاتِ عدنهمِ
حَدِيقَة ٌ آسُهَا التَّسْبيحُ نَرْجِسُهَا وَسْنَى عُيُونِ السَّهَارَى في قِيَامِهِمِ
تَبْدُو حَمَائِمُهَا لَيْلاً فَيُؤْنِسُهَا رَجْعُ الْمُصَلِّينَ في أَوْرَادِ ذِكْرِهِمِ
قَدْ وَرَّدَتْ أَعْيُنُ الْبَاكِينَ سَاحَتَهَا ونوَّرت جوّها نيرانُ وجدهمِ
كفى لأهلِ الهوى شبَّاكه شبكاً فكم بهِ طائراتٌ من قلوبهمِ
نبيُّ صدقٍ بهِ غرُّ الملائكِ لا تَنْفَكُّ طَائِفَة ً مِنْ أَمْرِ رَبِّهِمِ
وَالرُّسْلُ لَمْ تَأْتِهِ إِلاَّ لِتَكْسِبَ مِنْ سَنَاهُ أَقْمَارُهُمْ نُوراً لِتِمِّهمِ
فِيهِ بَنُو هَاشِمٍ زَادُوا سَناً وَعُلاً فكانَ نوراً على نورٍ لشبهممِ
أُصُولُ مَجْدٍ لَهُ في النَّصْرِ قَدْ ضَمِنُوا وُصُولَهُمْ للأعادِي فِي نُصُولِهِمِ
زهرٌ إلى ماءِ علياءٍ بهِ انتسبوا أَمْسَوْا إِلَى الْبَدْرِ وافَى الشُّهْبَ بِالرُّجُم
مَنْ مِثْلُهُمْ وَرَسُولُ اللهِ وَاسِطَة ٌ لِعِقْدِهِمْ وَسِرَاجٌ في بُيُوتِهِمِ
ما زالَ فيهم شهابُ الطورِ متّقداً حتى تولّد شمساً من ظهورهمِ
قد كان سراً فؤادٌ الغيبِ يضمرهُ فضاقَ عنهُ فأضحى غير مكتتمِ
هواهُ ديني وإيماني ومعتقدي وحبُّ عترتهِ عوني ومعتصمي
ذُرّيَّة ٌ مِثلُ مَاءِ الْمُزْنِ قَدْ طَهُرُوا وطهّروا فصفت أوصاف ذاتهمِ
أَئِمَّة ٌ أَخَذَ اللهُ الْعُهُودَ لَهَمْ عَلَى جَمِيعِ الوَرَى مِنْ قَبْلِ خَلْقِهِمِ
قَدْ حَقَّقَتْ سُورَة ُ الأحْزَابِ ما جَحَدَتْ أَعْدَاؤُهُمْ وَأَبَانَتْ وَجْهَ فَضْلِهِمِ
كفاهمُ ما بعمى والضّحى شرفاً والنُّورِ والنَّجْمِ مِنْ آي أتَتْ بِهِمِ
سلِ الحواميم هل في غيرها نزلت وهل أتى هل أتى إلّا بمدحهمِ
أكارمٌ كرمت أخلاقهم فبدت مِثْلَ النُّجُومِ بِماءٍ في صَفَائِهِمِ
أطايبٌ يجدُ المشتاقُ تربتهم ريحٌ تدلُّ على ذاتيِّ طيبهمِ
كَأَنَّ مِنْ نَفَسِ الرَّحْمنِ أَنْفُسَهُمْ مخلوقة ٌ فهو مطويٌّ بنشرهمِ
يَدْرِي الْخَبِيرُ إذَا مَا خَاضَ عِلْمَهُمُ أيُّ البحورِ الجواري في صدورهمِ
تَنَسَّكُوا وَهُمُ أُسْدٌ مُظَفَّرَة ٌ فاعجب لنسكٍ وفتكٍ في طباعهمِ
عَلَى الْمَحَارِيبِ رُهْبَانٌ وإِنْ شَهِدُوا حَرْباً أَبَادُوا الأَعادِي في حِرَابِهِمِ
أينَ البدورَ وإن تمَّت سنى ً وسمت مِنْ أَوْجُهٍ وَسَمُوهَا في سُجُودِهِمِ
وأين ترتيلُ عقدِ الدّارِ من سورٍ قَدْ رَتَّلُوهَا قِيَاماً في خُشُوعِهِمِ
إِذَا هَوَى عَيْنٍ تَسْنِيمٍ يَهُبُّ بِهِمْ تَدَفَّقَ الدَّمْعُ شَوْقاً مِنْ عُيُونِهِمِ
قاموا الدّجى فتجافت عن مضاجعها جنوبهم وأطالوا هجرَ نومهمِ
ذَاقُوا مِنَ الْحُبِّ رَاحاً بالنُّهَى مُزِجَتْ فأَدْرَكُوا الصَّحْوَ في حَالاَتِ سُكْرِهِمِ
تبصّروا فقضوا نخباً وما قبضوا لذا يُعدُّون أحياءً لموتهمِ
سيوفُ حقٍّ لدين الله قد نصروا لا يَطْهُرُ الرِّجْسُ إِلاَّ في حُدُودِهِمِ
تالله ما الزهرُ غِبَّ القطرِ أحسنَ من زهرِ الخلائقِ منهم حينَ جودهمِ
همُ وإياهُ ساداتي ومستندي الـ ـأَقْوَى وَكَعْبَة ُ إِسْلاَمِي وَمُسْتَلَمِي
شُكْراً لآلاَءِ رَبِّي حَيْثُ أَلْهَمَنِي وَلاَهُمُ وَسَقَانِي كَأْسَ حُبِّهِمِ
لقد تشرّفتُ فيهم محتِداً وكفى فخراً بأنّي فرعاً من أصولهمِ
أَصبحْتُ أُعْزَى إِلَيْهِمْ بِالنِّجَارِ عَلَى أَنَّ اعْتِقَادِيَ أَنِّي مِنْ عَبِيدِهِمِ
يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ خُذْ بِيَدِي فَقَدْ تَحَمَّلْتُ عِبْئاً فِيهِ لَمْ أَقُمِ
أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِمَّا قَدْ جَنَيْتُ عَلَى ويا خجلي منهُ ويا ندمي
إن لم تكن لي شفيعاً في المعادِ فمن يجيرني من عذابِ الله والنّقمِ
مولايَ دعوة ُ محتاجٍ لنصرتكم مِمَّا يَسُوءُ وَمَا يُفْضِي إِلَى التُّهَمِ
تَبْلَى عِظَامِي وَفِيهَا مِن مَوَدَّتِكُمْ هوً مقيمٌ وشوقٌ غيرُ منصرمِ
مَا مَرَّ ذِكْرُكمُ إِلاَّ وَالْزَمَنِي نَثْرَ الدُّمُوعِ وَنَظْمَ الْمَدْحِ في كَلِمِي
عليكم صلواتُ اللهِ ما سكرت أرواحُ أهلِ التُّقى في راح ذكرهمِ

هذَا الْعَقِيقُ وَتَلْكَ شُمُّ رِعَانِهِ

هذَا الْعَقِيقُ وَتَلْكَ شُمُّ رِعَانِهِ فَامْزُج لُجْيَن الدَّمْعِ مِنْ عِقْيَانِهِ
وانزل فثمَّ معرّسٌ أبداً ترى فِيهِ قُلُوبَ العِشْقِ مِنْ رُكْبَانِهِ
واشمم عبيرَ ترابهِ والثم حصى ً في سفحهِ انتثرت عقودُ جمانهِ
وَاعْدِلْ بِنَا نَحْوَ الْمُحَصَّبِ مِنْ مِنى ً وَاحْذَرْ رُمَاة َ الْغُنْجِ مِنْ غِزْلاَنِهِ
وَتَوَقَّ فِيهِ الطَّعْنَ إِمَّا مِنْ قَنَا فُرْسَانِهِ أَوْ مِنْ قُدُودِ حِسَانِهِ
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ مَرْبَعٍ مِنْ وَرْدِهِ الوجناتُ والقاماتُ من أغصانهِ
مَغْنى ً إِذَا غَنَّى حَمَامُ أَرَاكِهِ رَقَصَتْ بِهِ طَرَباً مَعَاطِفُ بَانِهِ
فَلَكٌ تَنَزَّلَ فَهْوَ يُحْسَبُ بُقْعَة ً أو ما ترى الأقمار من سكانه
خضب النجيع غزاله وهزبره هذا بوجنتيه وذا ببنانه
فَلَئِنْ جَهِلْتَ الْحَتْفَ أَيْنَ مُقَرُّهُ سَلْنِي فَإِنِّي عَارِفٌ بِمَكانِهِ
هُوَ في الْجُفُونِ السُّودِ مِنْ فَتَيَاتِهِ أَوْ فِي الْجُفُونِ الْبِيضِ مِنْ فِتْيَانِهِ
من لي برؤية أوجه في أوجه حجب البعاد شموسها بعنانه
بِيضٌ إِذَا لَعِبَتْ صباً بِذُيولِهَا حَمَلَ النَّسِيمُ الْمِسْكَ فِي أَرْدَانِهِ
عمدت إلى قبس الضحى فتبرقعت فِيهِ وَقَنَّعَهَا الدُّجَى بِدُخَانِهِ
مِنْ كُلِّ نَيِّرَة ٍ بِتَاجِ شِقَيقِهَا قَمَرٌ تَحُفُّ بِهِ نُجُومُ لِدَانِهِ
وَهبتْ لَهُ الْجَوْزَاءُ شُهْبَ نِطَاقِهَا حَلْياً وَسَوَّرَهَا الْهِلاَلُ بِحَانِهِ
هذي بأنصل جفنها تسطو على مُهَجِ الأُسُودِ وَذَاكَ مِنْ مُرَّانِهِ
يفتر ثغر البرق تحت لثامها وَيَسِيرُ مِنْهَا الْغَيْثُ في قُمْصَانِهِ
كَمَنَ النُّحُولُ بِخَصْرِهَا وَبسَيْفِهِ والموت من وسنانها وسنانه
في الخدر منها العيس تحمل جوذراً ويقل منه الليث سرج حصانه
قسماً بسلع وهي حلفة وامقٍ أَقْصَاهُ صَرْفُ الْبَيْنِ عَنْ جِيرَانِهِ
مَا اشْتَاقَ سَمْعِي ذِكْرَ مَنْزِلِ طَيْبَة ٍ إلا وهمت بساكني وديانه
بَلَدٌ إِذَا شَاهَدْتَهُ أَيْقَنْتَ أَنَّ اللهَ ثَمَّنَ فِيهِ سَبْعَ جِنَانِهِ
ثغر حمته صاح أجفان المهى وَتَكَلَّفَتْهُ رِمَاحُ أُسْدِ طِعَانِهِ
تمسي فراش قلوب أرباب الهوى تلقي بأنفسها على نيرانه
لَوْلاَ رِوَايَاتُ الْهَوَى عَنْ أَهْلِهِ لَمْ يَرْوِ طَرْفِي الدَّمْعَ عَنْ إِنْسَانِهِ
لا تنكروا بحديثهم ثملي إذا فض المحدث عن سلافة حانه
هُمْ أَقْرَضُوا سَمْعِي الجُمانَ وطالَبُوا فيه مسيل الدمع من مرجانه
فَإِلاَمَ يَفْجَعُنِي الزَّمَانُ بِفَقْدِهِم وَلَقَدْ رَأَى جَلَدِي عَلَى حِدْثَانِهِ
عَتْبِي عَلَى هذّا الزَّمَانِ مُطَوَّلٌ يُفْضِي إِلَى الإِطْنَابِ شَرْحُ بَيَانِهِ
هَيْهَاتِ أَنْ أَلْقَاهُ وَهْوَ مُسَالِمي إِنَّ الأَدِيبَ الْحُرَّ حَرْبُ زَمَانِهِ
ياقلب لاتشك الصبابة بعدما أوقعت نفسك في الهوى وهوانه
تَهْوَى وَتَطْمَعُ أَنْ تَفِرَّمِنَ الْهَوَى كيف الفرار وأنت رهن ضمانه
يا للرّفاقِ ومن لمهجة ِ مدنفٍ نِيرَانُهَا نَزَعَتْ شَوَى سُلْوَانِهِ
لم ألقَ قبلَ العشقِ ناراً أحرقت بشراً وحبُّ المصطفى بجنانهِ
خَيْرِ النَّبِيِّينَ الَّذِي نَطَقَتْ بِهِ الْـ ـتوراة ُ والإنجيلُ قبلَ أوانهِ
كَهْفُ الْوَرَى غَيْثُ الصَّرِيخِ مَعَاذُهُ وَكَفِيلُ نَجْدَتِهِ وَحِصْنُ أَمَانِهِ
الْمُنْطِقُ الصَّخْرَ الأَصَمَّ بِكَفِّهِ والمخرسُ البلغاءَ في تبيانهِ
لطفُ الإلهِ وسرُّ حكمتهِ الذي قد ضاقَ صدرُ الغيثِ عن كتمانهِ
قِرْنٌ بِهِ التَّوْحِيدُ أَصْبَحَ ضَاحِكاً وَالشِّرْكُ مُنْتَحِباً عَلَى أَوْثَانِهِ
نَسَخَتْ شَرَائِعُ دِينِهِ الصُّحُفَ الأُلَى فِي مُحْكَمِ الآيَاتِ مِنْ فُرْقَانِهِ
تمسي الصّوارمُ في النّجيعِ إذا سطا وخدودها مخضوبة ٌ بدهانهِ
مَا زَالَ يَرْقُبُ شَخْصُهُ الآفَاقَ فِي طرفٍ تحامى النومُ عن أجفانه
وجِلاً يظنُّ النومَ لمعَ سيوفهِ ويرى نجومَ الليلِ من خرصانهِ
قلبُ الكميِّ إذا رآهُ وقد نضا سَيْفاً كَقُرْطِ الْخَوْدِ في حُلْقَانِهِ
وَلَرُبَّ مُعْتَرَكٍ زَهَا رَوْضُ الظُّبَى فِيهِ وَسُمْرُ الْقُضْبِ من قُضْبَانِهِ
خضبَ النَّجيعُ قتيرَ سردِ حديدهِ فشقيقهُ يزهو على غدرانهِ
تبكي الجراحُ النجلُ فيهِ والرّدى مُتَبَسِّمٌ وَالْبيضُ مِنْ أَسْنَانِهِ
فَتَكَتْ عَوَامِلُهُ وَهُنَّ ثَعَالِبٌ بَجَوَارِحِ الآسَادِ مِنْ فُرْسَانِهِ
جِبْرِيلُ مِنْ أَعْوَانِهِ مِيَكالُ منْ أخدانهِ عزريلُ من أعوانهِ
نُورٌ بَدَا فَأَبَانَ عَنْ فَلَقِ الْهُدَى وجلا الضَّلالة َ في سنى برهانهِ
شَهِدَتْ حَوَامِيمُ الْكِتَابِ بِفَضْلِهِ وكفى بهِ فخراً على أقرانهِ
سَلْ عَنْهُ يَاسِينَا وَطهَ وَالضُّحَى إِنْ كُنْتَ لَمْ تَعْلَمْ حَقِيقَة َ شَانِهِ
وسلِ المشاعرَ والحطيمَ وزمزماً عن فخرِ هاشمهِ وعن عِمرانهِ
يسمو الذّراعُ بأخمصيهِ ويهبطُ الإكليلُ يستجدي على تيجانهِ
وَلو تَسْتَجِيرُ الشَّمْسُ فِيه مِنْ الدُّجَى لغدا الدُّجى والفجرُ من أكفانهِ
أَوْشَاءَ مَنْعَ الْبَدْرِ فِي أَفْلاَكِهِ عَنْ سَيْرِهِ لَمْ يَسْرِ في حُسْبَانِهِ
أو رامَ من أفقِ المجرة ِ مسلكاً لَجَرَتْ بِحَلْبِتِه خُيُولُ رِهَانِهِ
لاَ تَنْفُذُ الأَقْدَارُ فِي الأَقْطَارِ في شيءٍ بغيرِ الإذنِ من سلطانهِ
أَللهُ سَخَّرَهَا لَهُ فَجَمُوحُها سلسُ القيادِ لديهِ طوعُ عنانهِ
فهو الَّذي لولاهُ نوحٌ ما نجا في فلكهِ المشحونِ من طوفانهِ
كلّا ولا موسى الكليمُ سقى الرَّدى فرعونهُ وسمى على هامانهِ
إن قيلَ عرشٌ هو حاملُ ساقهِ أو قيلَ لوحٌ فهوَ في عنوانهِ
روحُ النعيمِ وروحُ طوباهُ الّذي تجنى ثمارُ الجودِ من أفنانهِ
يَا سَيِّدَ الْكَوْنَيْنِ بَلْ يَا أَرْجَحَ الثَّقَلـ ـيْنِ عِنْدَ اللهِ فِي أَوْزَانِهِ
والمخجلَ القمرَ المنيرَ بتمهِ فِي حُسْنِهِ وَالْغَيْثَ مِنْ إِحْسَانِهِ
والفارسُ الشهمُ الّذي غبراتهُ من ندّهِ والسمرُ من ريحانهِ
عُذْراً فَإِنَّ الْمَدْحَ فِيكَ مُقَصِّرٌ وَالْعَبْدَ مُعْتَرِفٌ بِعَجْزِ لِسَانِهِ
ما قدرهُ ما شعرهُ بمديحِ من يثني عليهِ اللهُ في قرآنهِ
لولاكَ ما قطعت بيَ العيسُ الفلا وطويتُ فدفدهُ إلى غيطانهِ
أَمَّلْتُ فِيكَ وَزُرْتُ قَبْرَكَ مَادِحاً لأَفُوزَ عِنْدَ اللهِ فِي رِضْوَانِهِ
عبدٌ أتاكَ يقودهُ حسنُ الرجا حاشا نداكَ يعودُ في حرمانهِ
فاقبل إنابتهُ إليكَ فإنهُ بِكَ يَسْتَقِيلُ اللهَ فِي عِصْيَانِهِ

فَاشْفَعْ لَهُ وَلآلِهِ يَوْمَ الجْزَا

صَلَّى الالهُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَى الوَرَى ما حنَّ مغتربٌ إلى أوطانهِ

 

Portada | Almadrasa | Foros | Revista | Alyasameen | Islam | Corán | Cultura | Poesía | Andalus | Biblioteca | Jesús | Tienda

© 2003 - 2019 arabEspanol.org Todos los derechos reservados.